“رسائل أمل” من جوان إلى أطفال سوريا


جوان، وهي طالبة أمريكية درست معي اللغة العربية العام الماضي في جامعة كاليفورنيا في دافيس، كان تخصصها الأساسي هو العلاقات الدولية. كان لديها اهتمام ملحوظ بالثقافة العربية وبالفن المصري حيث أنها كانت تدرس الرقص الشرقي وتستمع إلى الموسيقى العربية بشغف ، وفوجئت أنها ليست مجرد مهتمة باللغة والثقافة العربية ، ولكنها تحمل هدفاً تخطط له وتعمل من أجله ، هو أن “جوان ولش” تريد أن تكون مُحكمّة دولية حيث أنها مهتمة بقضايا الشرق الأوسط للدرجة خاصة قضايا اللاجئين السوريين وما يتعرضون له من ويلات الحرب التي طالت الأطفال أيضاً ، جوان ” طالبة وأم ، تدرس وتربي ابنتها ومهمومة بالشأن العربي والسوري ، وبدأت الانضمام لمجموعات تطوعية لمساندة اللاجئين السوريين . 

اعتدت دائماً أن أسأل طلابي ماذا تريدون أن تفعلوا في المستقبل؟ أجابتني جوان بفضول لمعرفة كثير من المفردات الجديدة لأنها تريد أن تشاركنا بالفعل حلمها وهدفها، وقتها تأكدتُ أن دراستها للغة العربية لم تكن مجرد دراسة عابرة، فهي بالفعل تريد أن تحقق إنجازاً إنسانياً عبر تخطيها لجسور اللغة. قالت إن التحكيم الدولي سيتيح لها أن تقول كلمة العدالة من داخل الحكومة الأمريكية نفسها. 

وفي حفل نهاية الفصل الدراسي، ذلك الحفل الذي يقدم فيه الطلاب مشروعات فنية أو ترفيهية أو ثقافية باللغة العربية قاموا بإعدادها بشكل فردي أو جماعي يطرحون فيها ما تعلموه وقاموا بتحصيله من اللغة العربية، فوجئت بجوان تقترح عليّ أن تقدم مشروعاً لدعم الأطفال السوريين المتضررين من الحرب أو اللاجئين وذلك من خلال رسائل حب ودعم وتعاطف يكتبها كل من يحب من طلاب اللغة العربية أو من جمهور الحضور باللغة العربية وستقوم هي بتوصيلها من خلال الرابطة التي تعمل معهم بشكل تطوعي لمساندة الأطفال ضحايا الحرب.

بالفعل قامت جوان بعرض فكرتها باللغة العربية والإنجليزية وقوبلت هذه الفكرة بإيجابية رائعة من الطلاب العرب ومن الطلاب الأجانب الدارسين للغة العربية.

كان المشهد شديد الرقة عندما يكتب طالب لم يتجاوز عمر معرفته باللغة العربية سوى شهور قليلة ويكتب بخط مرتعش وبمشاعر واثقة ” نحن نحب أطفال سوريا “. 

لا عجب من أن تكون اللغة العربية هي حلم وهدف؛ فقط لِمَن يصدق فيما تحمله المعجزة.

صحيح ! فالإنسانية لا وطن لها.